تطور الجمال : اختيار شريك الزواج في عالم الحيوان وعالمنا

الوصف

فـي رسالة من تشارلز داروين إلى صديقه عالم النبات الأمريكي بجامعة هارفارد عيسي جراي، فإنه يقول “التحديق فـي ذيل ذكر الطاووس يجعلني أشعر بالغثيان”. حول تلك العبارة يدور هذا الكتاب، فما هو الشيء الغامض والمثير فـي ذيل ذكر الطاووس الذي يجعل رجلاً مثل داروين يشعر بالحيرة إلى درجة الغثيان؟ الإجابة بساطة أن جمال الذيل كان يتناقض بشكل صارخ مع نظرية الانتخاب الطبيعي التي وضعها داروين لتفسير تطور الكائنات الحية، فأي فائدة تلك يمكن أن يجنيها ذكر الطاووس من خلال امتلاكه ذيل ضخم وملون. على العكس، هذا الذيل من الممكن أن يكون عائق له، ويقلل من سرعته ويجعله فريسة سهله للمفترسات، ومن هنا فطن داروين أنه لابد من وجود آلية اخرى للتطور بجانب الانتخاب الطبيعي، وتفتق ذهنه عن نظرية جديدة هي الانتخاب الجنسي أو التطور بناء على تفضيلات التزاوج. وفـي تلك الآلية، فإن الإناث فـي أغلب الاحيان هن اللواتي يقومن باختيار شركاء تزاوجهن، وهذا الاختيار يكون على أسس جمالية محضة. نتيجة لهذا الامر تطور الجمال فـي الكائنات الحية. حول هذه النظرية المثيرة التي أٌطلق عليها أسم نظرية داروين المنسية والخطرة، والتي حاول علماء البيولوجيا التطورية تجاهلها لما يزيد عن قرنين من الزمان، يدور هذا الكتاب. وينقلنا من اختيارات التزاوج فـي الطيور مروراً بالقردة العليا ووصولاً إلى اختيارات التزاوج فـي الانسان، ويوضح الكتاب كيف لعبت اختيارات الإناث لأزواجهن دوراً رئيسياً ليس فقط فـي تطور الجمال بين البشر، ولكن أيضا فـي تشكيل سلوكهم ودوافعهم، وربما فـي صياغة شكل الحياة بالكامل.