يركّزُ كتابُ المستشرق ألفريد فون كريمر «المصادرُ المسيحيَّة واليهودِيَّة للإسْلام» على متابعة المؤثرات المسيحيَّة واليهوديَّة والزردشتيَّة على آراء الطوائف الدينيَّة التي ظهرت فـي القرون الإسلاميَّة الأولى فـي منطقة العراق وبلاد الشام؛ إذ يركز هذا الكتاب على طوائف مثل المرجئة والقدريَّة ويبحث أوجه التشابه بينها وبين بعض نظريَّات كبار رجال الكنيسة الشرقيَّة فـي مسائل جوهريَّة مثل مسألة الخلود والنار، ثم ينتقل المؤلف فـي قسم الكتاب الثاني لمتابعة آثار الثقافة الفارسيَّة الروية على مجمع فرق الشيعة، فالكتاب يرصد بمنهج فينولوجيّ عميق متابعة المؤثرات الأولى التي صبَّت فـي الثقافة الاسلاميَّة وإظهارها بمظهرها الحاليّ، وتكمنُ أهميَّةُ الكتاب فـي النتائج النوعيَّة التي توصل إليها مقارنة بالدراسات الأخرى.